للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: «كُنْتُ أَدْلُو الدَّلْوَ بِتَمْرَةٍ، وَأَشْتَرِطُ أَنَّهَا جَلْدَةٌ» (١).

• وله شاهد من حديث أبي هريرة قَالَ: أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ أَبْصَرَ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ الْجَهْدَ، فَقَالَ: مَا لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «الْخَمْصُ» قَالَ: فَطَلَبَ فِي بَيْتِهِ فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا، فَمَرَّ عَلَى يَهُودِيٍّ وَهُوَ يَسْقِي حِيطَانَهُ، قَالَ: أَسْتَقِي لَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَاسْتَقَى لَهُ كُلَّ دَلْو بِتَمْرَةٍ، لَيْسَ فِيهَا خَدِرَةٌ وَلَا يَابِسَةٌ وَلَا تَارِزَةٌ. قَالَ: فَعَمِلَ حَتَّى أَكْمَلَ صَاعَيْنِ. قَالَ: فَأَتَى بِهِمَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَى أَزْوَاجِهِ بِصَاعٍ وَأَكَلَ، ثُمَّ قَالَ لِلْأَنْصَارِيِّ: «تُحِبُّنِي؟»، قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: «اتَّخِذْ لِلْفَقْرِ تِجْفَافًا»، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ مَنْ أَحَبَّنِي فَامْنَعْهُ الْمَالَ وَالْوَلَدَ، وَمَنْ أَبْغَضَنِي فَارْزُقْهُ


(١) صحيح بما سبق: رواه أبو إسحاق السَّبيعي، واختُلف عليه في شيخه، فرواه عنه الثوري عن أبي حية عن علي ، أخرجه ابن ماجه (٢٤٤٧) وأبو حية روى عنه أبو إسحاق، قال فيه أحمد: شيخ. وقال أبو الوليد الفَرَضي: مجهول. ووثقه ابن نُمير وابن حِبان، وصَحَّح حديثه ابن السكن وغيره.
وخالف الثوريّ إسرائيل، فجَعَل شيخ أبي إسحاق هُبيرة بن يَرِيم، أخرجه المحاملي في «أماليه» (١٨٣) وهُبيرة قال فيه الإمام أحمد: لا بأس بحديثه، هو أحسن استقامة من غيره، يعني الذين روى عنهم أبو إسحاق، وتَفرَّد بالرواية عنهم. ووثقه ابن حِبان، وقال النَّسَائي: ليس بالقوي. وقال في «الجَرْح والتعديل»: أرجو أن لا يكون به بأس، ويحيى وعبد الرحمن لم يَتركا حديثه، وقد روى غير حديث منكر. وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: شبيه بالمجهول.
وعلى أي الوجهين في الترجيح، فأبو حية يُحسَّن خبره؛ للجمع بين قول الإمام أحمد وقول مَنْ وثقه.
وإن قلنا بأن لأبي إسحاق في الأثر شيخان، فالإسناد صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>