للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعَنْ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ يَوْمًا حَارًّا مِنْ أَيَّامِ مَكَّةَ، وَهُوَ مُرْدِفِي، إِلَى نُصُبٍ مِنَ الأَنْصَابِ، وَقَدْ ذَبَحْنَا لَهُ (١) شَاةً فَأَنْضَجْنَاهَا، قَالَ: فَلَقِيَهُ زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، فَحَيَّا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ

بِتَحِيَّةِ الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ : "يَا زَيْدُ، مَا لِي أَرَى قَوْمَكَ قَدْ شَنِفُوا (٢) لَكَ؟ "، قَالَ: وَاللَّهِ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ ذَلِكَ لَبِغَيْرِ نَائِلَةٍ (٣) لِي مِنْهُمْ، وَلَكِنِّي خَرَجْتُ أَبْتَغِي هَذَا الدِّينَ، حَتَّى أَقْدَمَ (٤) عَلَى أَحْبَارِ فَدَكٍ (٥)، فَوَجَدْتُهُمْ يَعْبُدُونَ اللَّهَ وَيُشْرِكُونَ بِهِ، قَالَ: قُلْتُ: مَا هَذَا بِالدِّينِ الَّذِي أَبْتَغِي، فَخَرَجْتُ حَتَّى أَقْدَمَ عَلَى أَحْبَارِ الشَّامِ فَوَجَدْتُهُمْ يَعْبُدُونَ اللَّهَ وَيُشْرِكُونَ بِهِ.


(١) قال الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (٣/ ٨٩): فَذَبَحْنَا لَهُ ضَمِيْرُ "لَهُ" رَاجِعٌ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ .
(٢) أي: أبغضوك وهو بفتح الشين المعجمة وكسر النون بعدها فاء. في «فتح الباري» (٧/ ١٤٤).
(٣) أي: سبب.
(٤) (ق د م) فيها ثلاثة أبواب عن العرب:
١ - قدُم يقدُم من باب كرُم ضد حدَث وهو فعل لازم كما هو معروف عن باب كرُم.
٢ - قَدِم من باب تعب بكس الدال في الماضي وفتحها في المضارع وردت متعدية بنفسها وبحرف الجر فمن تعديها بنفسها ما هنا والآتي وكذلك وردت متعدية بنفسها من هذا الباب أيضًا تقول: قدمت البلد أقدمه أي: جئته.
٣ - قدم من باب نصر بفتح الدال في الماضي ومنعها في المضارع وهي متعدية بنفسها وقد وردت في القرآن الكريم قال تعالى عن فرعون -لعنه الله -: ﴿يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ [هود: ٩٨] أي: يتقدمهم ويرأسهم. ينظر: «المصباح المنير» (م/ ق د م).
(٥) فدك بالصرف؛ لأنه علَم على بلد مذكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>