للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• تنبيه مهم:

ما وردت من زيادات أو تفاصيل في حديث زيد بن حارثة في شين رسولنا محمدًا قبل البعثة فمنزه عنه ولا يصح سندًا ولا متنًا أما السند فمستنكر على محمد بن عمرو كما سبق وأما المتن فمردود من وجوه:

أولا: أنه ولد على فترة الله: «ما من مولود». وعَلِيٍّ ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ قَالَ: " خَرَجْتُ مِنْ نِكَاحٍ، وَلَمْ أَخْرُجْ مِنْ سِفَاحٍ، مِنْ لَدُنْ آدَمَ إِلَى أَنْ وَلَدَنِي أَبِي وَأُمِّي، فَلَمْ يُصِبْنِي مِنْ سِفَاحِ الْجَاهِلِيَّةِ شَيْءٌ" (١).


(١) معل بالإرسال: رواه جعفر بن محمد الصادق واختلف عليه فرواه عنه محمد بن جعفر ابنه -وهو متكلم فيه - عن محمد بن علي بن الحسين عن الحسين بن علي عن علي به. أخرجه أبو نعيم في «الدلائل» (١٤)، والآجري في «الشريعة» (٦٤٨)، والطبراني في «الأوسط» (٤٧٢٨) والرامهرمزي في «المحدث الفاصل» (١/ ٤٧٠) والسهمي في «تاريخ جرجان» (١/ ٣٥٩) ومرة بإسقاط علي .
وخالف محمد بن جعفر جماعةمنهم:
١ - حاتم بن إسماعيل أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (٣٠٩٥٧).
٢ - وابن جريج أخرجه عبد الرزاق في «المصنف» (١٣٢٧٣).
٣ - وابن عيينة كما عند البيهقي في «السنن الكبير» (١٣٠٣١).
وغيرهم فقالوا عن جعفر بن محمد عن محمد بن علي بن الحسين مرسلا وهو الصحيح لكثرتهم، وللكلام في محمد بن جعفر ومحمد بن علي الباقر أرسل عن الحسين بن علي.
وأخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (١٠٨١٢) والبيهقي في «السنن الكبير» (١٣٠٣٠)، من طريق مُحَمَّد بن أَبِي نُعَيْمٍ، ثنا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنِي الْمَدِينِيُّ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : " مَا وَلَدَنِي مِنْ سِفَاحِ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ شَيْءٌ مَا وَلَدَنِي، إِلا نِكَاحٌ كِنِكَاحِ الإِسْلامِ " محمد بن أبي نعيم قال فيه ابن معين: كذاب خبيث. وقال ابن عدي: أورد له أحاديث، وقال: له غير ما ذكرت، وعامة ما يرويه لا يتابعه عليه الثقات.
وأخرجه ابن سعد في «الطبقات» (١٣٤) أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الأَسْلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : " خَرَجْتُ مِنْ لَدُنْ آدَمَ مِنْ نِكَاحٍ غَيْرِ سِفَاحٍ " ومحمد بن عمر الواقدي متروك وشيخه أبو بكر قال فيه ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ، وهو في جملة من يضع الحديث.
وأخرج أبو نعيم في «الدلائل» (١٥) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : " لَمْ يَلْتَقِ أَبَوَايَ فِي سِفَاحٍ، لَمْ يَزَلِ اللَّهُ ﷿ يُنَقِّلُنِي مِنْ أَصْلابٍ طَيِّبَةٍ إِلَى أَرْحَامٍ طَاهِرَةٍ، صَافِيًا، مُهَذَّبًا، لا تَتَشَعَّبُ شُعْبَتَانِ إِلا كُنْتُ فِي خَيْرِهِمَا "
وفي سنده محمد بن سليمان، وأنس بن محمد ومحمد بن عيسى ثلاثتهم مجاهيل.
والخلاصة أن الطريقين ضعيفان ولا يرتقيان. وممن صححه من هذين الوجهين العلامة الألباني في «إرواء الغليل» (٦/ ٣٣٤): فقال خلاصته أن الحديث من قسم الحسن لغيره عندى، لأنه صحيح الإسناد عن أبى جعفر الباقر مرسلا، ويشهد له الطريق الأولى عن على، والثانية عن ابن عباس، لأن ضعفهما يسير محتمل، وأما بقية الطرق، فإنها شديدة الضعف ولا يصلح شاء منها للاستشهاد بها، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>