للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثنا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ يَوْمَ أُحُدٍ: «مَنْ رَأَى مَقْتَلَ حَمْزَةَ؟ فَقَالَ رَجُلٌ أَعْزَلُ: أَنَا رَأَيْتُ مَقْتَلَهُ، قَالَ: فَانْطَلِقْ فَأَرِنَاهُ، فَخَرَجَ، حَتَّى وَقَفَ عَلَى حَمْزَةَ، فَرَآهُ قَدْ بُقِرَ بَطْنُهُ، وَقَدْ مُثِّلَ بِهِ»، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مُثِّلَ بِهِ وَاللهِ، فَكَرِهَ رَسُولُ اللهِ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهِ، وَوَقَفَ بَيْنَ ظَهْرَانَيِ الْقَتْلَى، فَقَالَ: أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ، لُفُّوهُمْ فِي دِمَائِهِمْ، فَإِنَّهُ لَيْسَ جَرِيحٌ يُجْرَحُ، إِلاَّ جُرْحُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَدْمَى، لَوْنُهُ لَوْنُ الدَّمِ، وَرِيحُهُ رِيحُ الْمِسْك، قَدِّمُوا أَكْثَرَ الْقَوْمِ قُرْآنًا، فَاجْعَلُوهُ فِي اللَّحْدِ.

واختلف على الزهري في إسناده فرواه أسامة بن زيد الليثي فقال عن أنس وفيه: «وقد جدّع ومثل به» أخرجه ابن أبي شيبة في «مصنفه» (١١٧٦٢) وغيره وقال الترمذي: غير محفوظ غلط فيه أسامة.

ورجح البخاري طريق الليث بن سعد عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ يَجْمَعُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ مِنْ قَتْلَى أُحُدٍ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ يَقُولُ: «أَيُّهُمْ أَكْثَرُ أَخْذًا لِلْقُرْآنِ»، فَإِذَا أُشِيرَ لَهُ إِلَى أَحَدِهِمَا قَدَّمَهُ فِي اللَّحْدِ، وَقَالَ: «أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هَؤُلَاءِ يَوْمَ القِيَامَةِ»، وَأَمَرَ بِدَفْنِهِمْ فِي دِمَائِهِمْ، وَلَمْ يُغَسَّلُوا، وَلَمْ يُصَلّ عَلَيْهِمْ. أخرجه البخاري (١٣٤٣) وثمت طرقًا أخرى سبقت في «سلسلة الفوائد» (٣/ ٤٧).

فاعتمد معي هنا طريق عبد الرحمن بن عبد العزيز وهو مختلف فيه وضمه لما سبق وصححها معي بالشواهد كما سبق وهو كذلك وذلك بتاريخ (١٥) جمادى الأولى (١٤٤٥ هـ) موافق (٢٩/ ١١/ ٢٠٢٣ م).

• سبق في «سلسلة الفوائد» (٥/ ٣٨٩) عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْجَدَلِيِّ قَالَ:

<<  <  ج: ص:  >  >>