والخيلاء، والتعزز بغير الله، والأمن من مكر الله، واليأس من رحمه الله، وتقنيط غيره من رحمة الله، وتزكية النفس، وسائر ما نهى الله تعالى عنه.
فهذه الأمور كلها منهي عنها جميعًا إلا أن منها ما هو محرم، ومنها ما هو مكروه، ومن محرمها ما هو كبيرة، ومنه ما هو صغيرة، ولكن لما كان شأن الصالحين التنزه عن كل منهي عنه مطلقًا -ولو كان خلاف الأولى فضلًا عن أن يكون مكروهًا أو محرمًا - أوردناها هكذا مسرودة، وهي مفصلة في محالِّها من كتب العلم.
على أن الكلام على معظمها، أو كلها سيأتي في القسم الثاني من كتابنا هذا -إن شاء الله تعالى- مبينًا؛ لأن النهي عنها يندرج في النهي عن التشبه بالشيطان، أو بالكفار، أو بالفساق، أو بالبهائم، والله سبحانه وتعالى أعلم.
* تَنْبِيْهٌ:
متى عمل العبد أعمال الصالحين فمن شرط إلحاقه بهم أن لا يرى لنفسه في عمله حولًا ولا قوة، وأن لا يثبت لنفسه بذلك وصفًا ولا حالًا، بل من شرطه اتهام نفسه وإن كان ظاهر حالة حسنًا، ألا ترى أن يوسف عليه الصلاة والسلام مع ما كان عليه من العفة والصبر والاحتمال، واتباع ملة آبائه الكرام يقول:{وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي}[يوسف: ٥٣].