للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال القشيري: قيل لأبي يزيد - يعني: البسطامي -[فلان] يمشي ليلاً إلى مكة؟

فقال: الشيطان يمشي في ساعة من المشرق إلى المغرب.

وقيل له: فلان يمشي على الماء؟

فقال: الطير يطير في الهواء، والحوت يمر على الماء.

[- ومن أحوال الطير أو أكثرها: المزاوجة.]

فكل طائر ذكر وله أنثى يعطف عليها وتعطف عليه بخلاف غيرها من البهائم؛ فإن الذكر منها يأتي كل أنثى، والأنثى منها تقبل كل ذكر، وممَّا شذ من الطير في ذلك الديك؛ فإنهم عدُّوا من خصاله التي لا تحمد أنه لا يحنو على ولده، ولا يألف زوجة واحدة، وهو أبله الطبع.

ومن لطائف بعض الأدباء: [من السريع]

قَدْ ماتَ دِيكٌ عِنْدَ جارٍ لَنا ... صاحَتْ دَجاجاتٌ عَلى قَبْرِهِ

أَذانُه طَوَّلَ مِنْ عُمْرِهِ ... وَفِسْقُهُ قَصَّرَ مِنْ عُمْرِهِ

وكذلك ينبغي للإنسان أن تكون شهوته مقصورة على حليلته، ولا يفضي بها إلى كل أنثى [ ... ] (١) كما تقدم.

ثم ينبغي له أن يعطف على أهله ويستوصي بها، وللمرأة أن تعطف على بعلها، وتقوم بخدمته ورعايته.


(١) ثلاث كلمات غير واضحة في "أ"، وموضعها بياض في "ت".

<<  <  ج: ص:  >  >>