قد بينَّا لك أركان الصديقية التي تندرج تحتها جميع أخلاق الصديقين وأعمالهم، وبينا لك الأوصاف المشروطة فيهم حتى يتحققوا بهذا المقام.
وقد رويت أخبار وآثار تدل على بعض أحوالهم، فينبغي أن نشير إلى نبذة منها ترغيبا للمشبه بهم في تحصيلها.
فمنها: ما تقدم فيما رواه ابن حبان في "صحيحه" عن عمرو بن مرة الجهني - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله! أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله، وأنكَ رسول الله، وصليت الصلوات الخمس، وأديت الزكاة، وصمت رمضان، وقمته، فممن أنا؟ قال:"مِنَ الصِّدِّيْقيْنَ وَالشُّهَدَاءِ"(١).
قلت: ومن تمام الشهادة بالتوحيد اجتناب المعاصي، والقيام بالواجبات مع الإخلاص في ذلك كله.