للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ مَثَلُ شَيْطَانٍ لَقِيَ شَيَطَانةً فِيْ ظَهْرِ الطَّرِيْقِ فَغَشِيَهَا وَالنَاسُ يَنْظُرُوْنَ" (١).

أشار بذلك إلى أن من تحدث من الزوجين بما أسره الآخر إليه من الإفضاء ولوازمه كان كمن فعل ذلك بمحضر من الناس، وهو حرام، وذلك كله من أفعال الشياطين.

١٧٣ - ومنها: النظر إلى ما لا يحل له من امرأة أجنبية، أو غلام أمرد جميل، والفتنة به أشد من الفتنة بالمرأة، كما علمتَ.

قال الله تعالى: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ} [الأعراف: ٢٧]، ومن الآية يؤخذ أن نظره لعله من قبيل الاختلاس وخائنة الأعين، فمن أوهم أن لا يرى وهو ينظر إلى ما لا يحل له النظر إليه تشبَّه بالشيطان في خائنة الأعين.

وروى الترمذي وصححه، عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الْمَرأَةُ عَوْرَةٌ، فَإِذَا خَرَجَتْ اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ" (٢)؛ أي: نظرها وتراءى إليها؛ يقال: استشرف الشيء إذا رفع رأسه ينظر إليه، وبسط كفه فوق حاجبه كالمستظل من الشمس.


(١) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (٢٤/ ١٦٢)، وكذا الإمام أحمد في "المسند" (٦/ ٤٥٦). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٤/ ٢٩٤): رواه أحمد والطبراني، وفيه شهر بن حوشب، وحديثه حسن، وفيه ضعف.
(٢) رواه الترمذي (١١٧٣) وحسنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>