للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وليس غرضنا الآن بيان القصة بأطرافها، وإنما نذكر التنقيب على قوم نوح، والتفتيش على قبائح أفعالهم ليحذر المؤمن التشبه بهم فيها، ويتنزه عن مقارفتها وتعاطيها.

[١ - فمنها: الكفر.]

كما شهد عليهم به نوح عليه السَّلام بقوله: {رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (٢٦) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا} [نوح: ٢٦، ٢٧].

[٢ - ومنها -وهو نوع مما قبله-: عبادة الأصنام، والتحريض عليها.]

قال الله تعالى: {قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (٢١) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (٢٢) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا} [نوح: ٢١ - ٢٣].

وقد تقدم في التشبه بالشيطان أنه هو الذي صور لهم هذه الأصنام على صورة أولاد آدم، وكانوا صالحين فعبدوا تلك الصور.

وذى الثعلبي عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: أن نوحاً كان يحرس جسد آدم عليهما السلام على جبل بالهند يحول بين الكافرين وبين أن يطوفوا بقبره، فقال لهم الشيطان: إنما هو جسد، وأنا أصور لكم جسدًا تطوفون به، فنحَتَ خمسة أصنام، وحملهم على عبادتها؛ وهي: وُد، وسُول، وَيغوث، وَيعُوق، ونسر، فلما كان أيام الغرق دفن الطوفان تلك الأصنام وطمها التراب، فلم تزل حتى أخرجها الشيطان لمشركي العرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>