للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد وقع في كلام الحسن البصري رحمه الله تعالى إطلاق اسم الجنون على العجب فيما أخرجه عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائد الزهد" عن سعيد بن أيمن قال: سمعت الحسن يقول: لو أن قول ابن آدم كله حق، وفعله كله صواب لَجُنَّ.

قال سعيد بن أيمن في معناه: يعجب بنفسه (١).

٢ - ومن أحوال الحمقى: أنك إذا صنعت إلى أحد منهم معروفاً حسب أنه حق كان له عليك واجباً فأديته إليه، فلا يشكره لك، وربما طالبك بمثله، فإذا قصرت نسبك إلى الظلم، ومن ثم قيل في المثل: العروس الحمقاء تحسب أن المداعي جوارها.

وقال سعيد بن عمارة: مكتوب في التوراة: من صنع معروفاً إلى أحمق فهو خطيئة تكتب عليه. رواه ابن أبي الدنيا في "اصطناع المعروف".

وقال بعض الحكماء: مؤنة العاقل على نفسه، ومؤنة الأحمق على الناس.

وقال الآخر: متى أعطيت الأحمق حقه طلب أكثر منه (٢).

قلت: والحكمة في ذلك أن الأحمق يرى نفسه أكمل الناس وفوقهم، فيرى على كل أحد حقه وتعظيمه، ولا يرى لأحد على نفسه حقاً.


(١) رواه عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائد الزهد" (ص: ٢٦٦).
(٢) انظر: "أخبار الحمقى والمغفلين" لابن الجوزي (ص: ٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>