للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اليهود إلا من بعده، والنصارى يزعمون أنه منهم، وما أنزل الإنجيل الذي يتدين به النصارى إلا من بعده؛ فإن التوراة أنزلت بعد إبراهيم بألف سنة، والإنجيل بعده بثلاثة آلاف سنة، فكانت دعوى كل من الطائفتين ملحقة بالجنون، فلذلك قال تعالى: {أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [آل عمران: ٦٥]؛ أي: فيمنعكم عقلكم من هذه الدعوى الفاسدة، وأمثالها.

{هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (٦٦) مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (٦٧) إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: ٦٦ - ٦٨].

وسيأتي الكلام على هذه الآية في ترك اليهود والنصارى لخصال الفطرة.

[١٨ - ومنها: الأعجاب بالرأي.]

قال الله تعالى: {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [المؤمنون: ٥٣].

قال مجاهد: هؤلاء أهل الكتاب فرقوا كتب الله قطعاً.

وقال الحسن: تقطعوا كتاب الله بينهم، فحرفوه وبدَّلوه.

وقال ابن زيد في قوله: {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [المؤمنون: ٥٣]:

معجبون برأيهم. رواها (١) ابن جرير، وابن أبي حاتم (٢).


(١) في "أ": "رواهما".
(٢) رواها الطبري في "التفسير" (١٨/ ٣٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>