من يحب ومن لا يحب، والحكمة في ذلك أنها ليست عنده شيء كما في الحديث:"لَوْ كانَتِ الدُّنْيا تُساوِي عِنْدَ اللهِ جَناحَ بَعُوْضَةٍ ما سَقى كافِرًا مِنْها شَربَةَ مَاءٍ"(١).
فتخويل العبد في الدُّنيا ودوام الصِّحة والنِّعمة عليه ليس دليل كرامته عند الله وحبه إياه، بل دليل كرامته عنده وحبه إياه توفيقه للتَّقوى وهدايته للدِّين لأنَّ ذلك هو الذي يؤدي إلى دار النعيم الدَّائمة الخالدة.
والنعيم والنِّعمة ما لم يكونا دائمين فليسا بكرامة لأنهما يسلبان منه، وسلبهما منه إهانة له.
وبذلك يظهر أنَّ الرِّضا بنعيم الدُّنيا المسلوب وإن فوَّت حصوله نعيم الآخرة المطلوب حمقٌ عظيم وجهلٌ بالغ.
[- التاسع: التكاثر بكثرة المال والولد.]
وهو جهل محض واغترار صرف.
وقد سبق عن قتادة: أن قارون إنما بغى على قومه بكرة ماله وولده.
قال الله تعالى:{الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا}[الكهف: ٤٦].