روى أبو نعيم عن محمد بن سوقة قال: لقيني ميمون بن مهران رحمه الله تعالى فقلت: حياك الله، فقال: هذه تحية الشباب؛ قل بالسلام (١).
أي: هذه تحية الشباب الذين لا يلتفتون إلى المحافظة على السنة؛ إذ التحية: السلام عليكم، وليس يريد أن هذه التحية مطلوبة من الشباب، ومثل هذا يقع كثيرًا في كلام العقلاء، ينهون الطاعن في السن عن الشيء ويوبخونه على الكبر، لا تقريراً للشباب على ذلك، ولكن إشارة إلى أن وقوع مثله من الشبان يتفق على مقتضى الشبيبة، فلهم عذر في الجملة بخلاف أولي الأسنان والأحلام.
* تَتِمَّةٌ:
يستثنى مما أشرنا إليه من ذم تشبه الكهل والشيخ بالشاب: ملاعبة الرجل لحليلته لما في ملاعبتها من توفير الشهوة وتنميتها، وهو يقتضي اعتدال خلق الولد الذي طلبه أصل مشروعية النكاح، ويقتضي قضاء وطر المرأة الذي به يحصل إعفافها المطلوب بالنكاح أيضًا.
وقد أخرج الدينوري بسند صحيح، عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال: ينبغي للرجل أن يكون في أهله مثل الصبي، فإذا