للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال القرطبي: ولعلهم نزلوا على الخيل البُلْقِ موافقة لفرس المقداد رضي الله تعالى عنه؛ فإنه كان أبلق، ولم يكن لهم فرس غيره، فنزلت الملائكة على الخيل البُلْقِ إكراماً للمقداد، كما نزل جبريل عليه السَّلام معتجراً بعمامة صفراء على مثال الزُّبير - رضي الله عنه - (١).

قلت: وفي ذلك إشارة إلى استحباب الملائكة عليهم السَّلام للتشبه بالصالحين، وقد تقدم نظير ذلك.

وفي كون فرس المقداد وخيل الملائكة بلقاً في بدر، وحصول النصرة فيها دليل واضح على يُمْنِ الخيل البلق، ورَدّ على من يتطير بالفرس الأبلق، والله الموفق.

٩٥ - ومنها: معاونة المجاهدين، ومساعدتهم، وحَسُّ الكَلال عنهم وعن دوابهم.

روى محمَّد بن سعد في "طبقاته" عن محمود بن لَبيد رضي الله تعالى عنه قال: حدثنا عبيد بن أوس قال: لما كان يوم بدر أسرت العباس وعقيل بن أبي طالب، فلما نظر إليهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أَعانَكَ عَلَيْهِما مَلَكٌ كَرِيْمٌ" (٢).

وروى ابن أبي شيبة عن محمد بن ثابت رضي الله تعالى عنه قال: إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوم أحد: "اقْدُمْ مُصْعَبُ"، فقال له عبد الرَّحمن


(١) انظر: "تفسير القرطبي" (٤/ ١٩٧).
(٢) رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (٤/ ١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>