نظرًا إلى حالته المكرَّم بها من انتصاب القامة، وحسن هيئته ماشيًا مع انتصاب قامته مثله لا يليق بحال المصلي؛ فإنه بحضرة الله تعالى ماثل بين يديه في خدمته، فاللائق أن يكون على أكمل الهيئات.
وقد علم من ذلك أن الإنسان إذا مشى منحنياً من غير علة أو ضرورة كان ذلك خلاف الأولى به؛ لأنه يشبه بذلك ذوات الأربع في مشيها.
ولو قيل بكراهة لم يبعُدْ.
ولا يشك في كراهة ذلك في الصلاة؛ فافهم!
١٠٦ - ومن الخصال التي لا تليق بالعبد لأنها مما تلحقه بالبهائم: التشبه بالدابة الشَّموس.
وهي التي تمنع ظهرها في الامتناع عن الخير.
ومنه قيل للرجل الصعب الخلق: شموس، كما في "الصحاح"(١).
ومن أفراد ذلك: أن لا يطاوع من يشير إليه في تسوية الصف ونحوها.
روى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح -وأصله في "صحيح البخاري"- عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اعْتَدِلُوْا في صُفُوْفِكُمْ، وَتَرَاصُّوْا؛ فَإِني أَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِيْ".
قال أنس: لقد رأيت أحدنا يَلْزِق منكِبه بمنكب صاحبه، وقدمه