للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن بدائع حكم ذوي الألباب ما ذكره محمود الوراق في قوله: [من المتقارب]

تَمَثَّلَ ذُوْ اللُّبِّ فِيْ نَفْسِهِ ... مَصائِبَهُ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلا

فَإِنْ نزلَتْ بِهِ لَمْ يَرْعُه ... لِما كانَ فِيْ نَفْسِهِ مَثَّلا

رَأى الأَمْرَ يُفْضِيْ إِلَى آخِر ... فَصَيرَ آخِرَه أَوَّلا

ومن معناه أن اللبيب العاقل وَطَّنَ نفسه على مصائب الدنيا، وأنَّ ما قُدِرَ منها نازل لا محالة، فلم يجزع لما دهمه من خطوبها, ولم يفرح لما نأى منها، وعلم أن آخرها للانقضاء والزوال، فعمل لما بعدها، وتجافى عنها، وأناب إلى الآخرة، وانتظر الموت، كما قال الحسن رحمه الله تعالى: إن الموت فضح الدنيا، فلم يترك لذي لب فرحاً. رواه عبد الله ابن الإِمام أحمد في "زوائد الزهد" (١).

* تَتِمَّةٌ:

قال الله تعالى: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ} [ق: ٣٦].


(١) انظر: "الزهد" (ص ٢٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>