للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- ومن ذلك الباشق - بكسر المعجمة، وفتحها - معرب باشه، وهو نوع من الصقر، والواشق لغةٌ فيه، وهو يأنس تارةً وينفر أخرى.

وذكر في "القاموس": أنه يعجز عن الطيران في المطر (١).

والاعتبار في ذلك أن يكون الإنسان مستأنساً بالخير منقاداً له، نافراً عن الشر مستوحشاً منه.

وقد قال بعض الحكماء: إن خيراً من الخير الراغبُ فيه، وشراً من الشر الطالب له.

وأن يسكن في محل يحمد فيه السكون كالنمل، وأوقات شدة الحر وشدة البرد، وهيجان الريح، واسترسال الأمطار والثلوج المؤذية؛ فإن الله تعالى جعل لنا الليل سكناً وخلفة لنسكن فيه، وامتنَّ علينا بالمساكن والبيوت والدِّثار والشِّعار، فلا ينبغي تعطيل هذه الحكمة ورد هذه النعمة.

ألا ترى إلى قوله تعالى: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ (٨٠) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ} [النحل: ٨٠ - ٨١].


(١) انظر: "القاموس المحيط" للفيروز آبادي (ص -١١٢١) (مادة: بشق).

<<  <  ج: ص:  >  >>