للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على بِركة، فجعلنا نكرع منها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تَكْرَعُوْا، وَلَكِن اغْسِلُوْا أَيْدِيَكُمْ ثُمَّ اشْرَبُوْا فِيْهَا؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ إِنَاء أَطْيَبَ مِنَ اليَدِ" (١).

وحكي عن بعض العلماء: أنه مر برجل يكرع الماء ولا يشرب بيديه، فقال له: اشرب بحافريك، اشرب بحافريك.

١١٤ - ومنها: التشبه بالبعير ونحوه في الشرب في نَفَس واحد.

وقد تقدم أنه من شرب الشيطان أيضًا.

روى الترمذي، والبيهقي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تَشْرَبُوْا نَفَسًا وَاحِدًا كَشُرْبِ البَعِيْرِ، وَلَكِنْ اشْرَبُوْا مَثْنىَ وَثُلاثَ، وَسَمُّوْا إِذَا شَرِبْتُمْ، وَاحْمَدُوْا إِذَا فَرَغْتُمْ" (٢).

قال الحافظ زين الدين العراقي في وجه تشبيه من شرب مرة بشرب البعير مع أن البعير يشرب بنفس ونفسين وثلاثة وأكثر باعتبار شدة عطشه، وكونه له مدة لم يشرب.

قال: والجواب أن البعير إذا عرض على الماء يشرب حاجته، وإن تنفس فإنما يتنفس في الحوض الذي يشرب منه بخلاف المكلف؛ فإنه منهي عن التنفس في الإناء.


(١) رواه ابن ماجه (٣٤٣٣)، وكذا أبو يعلى في "المسند" (٥٧٠١). قال أبو حاتم: هذا حديث منكر. انظر: "علل الحديث" لابن أبي حاتم (٢/ ٢٥٦).
(٢) رواه الترمذي (١٨٨٥) وقال: غريب، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٦٠١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>