للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالحق في حال العافية والرَّخاء، لا يميلون عن الحق ولا يظلمون حقاً، وتواصوا بالصبر في حال النبلاء والشدة؛ لأن الصبر ينتهي بهم إلى البر.

وما بعد حرف الاستثناء في الآية هو مجموع أوصاف الصالحين والأبرار.

وهذه السورة أجمع سورة لأحوال الناس ومصيرهم، وأنفعها موعظة مع كمال الإيجاز ونهاية الإعجاز، ومن ثم كان الرجلان من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإذا التقيا لم يتفرقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر سورة: {وَالْعَصْرِ (١) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} [العصر: ١ - ٢] إلى آخرها، ثم يسلم أحدهما على الآخر. كما رواه الطبراني في "الأوسط"، والبيهقي في "الشعب" عن أبي مدينة الدارمي، وكانت له صحبة - رضي الله عنه - (١).

* فائِدَةٌ سادِسَةٌ:

روى البيهقي عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "صَلُّوْا خَلْفَ كُلِّ بَرٍّ وَفَاجِرٍ، وَصَلُّوْا عَلى كُلٌ بَرٍّ وَفَاجِرٍ، وَجَاهِدُوْا مَعَ كُلِّ بَرٍّ وَفَاجِرٍ" (٢).

المراد بالفاجر ما دون الكافر من عصاة المؤمنين؛ بدليل حديث


(١) رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (٥١٢٤)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٩٠٥٧).
(٢) رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (٤/ ١٩) وقال: قد روي في الصلاة على كل بر وفاجر، والصلاة على من قال: لا إله إلا الله، أحاديث كلها ضعيفة غاية الضعف.

<<  <  ج: ص:  >  >>