والحديث المرفوع منه مرسل، لكن رواه ابن أبي شيبة، والحاكم وصححه، والبيهقي موصولاً عن أنس - رضي الله عنه - (١).
[١٧٠ - ومن أعمال بني إسرائيل: التظالم في المواريث.]
كما دل عليه حديث الحسن هذا، وهو شامل لظلم بعض الوارثين لبعضٍ في ميراثه، ولظلم القضاة، واتباعهم للورثة في مواريثهم طالبين أن يقسموا بينهم وليس الأمر كذلك، ولكن يريدون ظلمهم وأخذ بعض الميراث منهم، وإن أمكنهم أخذه كله فعلوا، حتى كأن لهم فيه نصيباً مفروضاً، بل لم يزل كل قاض فعل ذلك عن حضرة الله تعالى مرفوضاً.
ولقد أحسن الحافظ جمال الدين السيوطي رحمه الله تعالى في قوله مقتبساً:[من الخفيف]
ومن أقبح ما يقع منهم أنهم يتعرضون للوارثين البالغين الحاضرين من غير أن يكون فيهم يتيم ولا غائب؛ فإن كان فيهم يتيم أو غائب فما
(١) رواه الحاكم في "المستدرك" (٨٠٦٧)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٤٣٥٥)، وكذا أبو يعلى في "المسند" (٧/ ٢٤٩). قال المنذري في "الترغيب والترهيب" (٣/ ٣٦٤): ورواتهم ثقات إلا سعد بن سنان.