للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهم على أصول بقية الخوارج؛ قبحهم الله أجمعين (١).

* تَنْبِيهٌ:

جاء في الحديث ما يدلُّ على بقاء الخوارج إلى آخر الزّمان، فهم موجودون في النَّاس أبدًا، إِلَّا أنّهم [يظهرون] تارة ويخفون أخرى، لكن لا على كلّ النَّاس، يعرفهم أهل العلم بسيماهم، ولو قيل: إنَّ السكمانية منهم لم يبعد؛ فإنهم يخرجون مع كلّ خارج على السلطان، ويقولون: من كلّ طعام اليهودي قاتل معه.

وروى ابن أبي شيبة، وأحمد، والترمذي، والحاكم وصححه، عن أبي برزةَ رضي الله تعالى عنه، عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمانِ قَومٌ يَقْرَؤُونَ مِنَ الْقُرْآنِ لا يُجاوِزُ تَراقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلامِ كَما يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، ثُمَّ لا يَرْجِعُونَ إِلَيْهِ، سِيْماهُمُ التَّحْلِيقُ، لا يَزالُونَ يَخْرُجُونَ حَتَى يَخْرُجَ آخِرُهُمْ مَعَ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، فَإِذا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ؛ فَهُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ" (٢).

وتأمل قوله في هذا الحديث: "يَقْرَؤُونَ مِنَ الْقُرآنِ"، ولم يصفهم بجَودة القراءة كما ذكر في وصف الخوارج الأولى؛ فإن السكمانية أكثرهم عوام، لا يقرؤون من القرآن إِلَّا الفاتحة، ومعها سورة أو


(١) انظر: "الملل والنحل" للشهرستاني (١/ ١٣٧).
(٢) رواه ابن أبي شيبة في "المصنِّف" (٣٧٩١٧)، وأحمد في "المسند" (٤/ ٤٢٤)، وكذا النسائي (٤١٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>