للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الفائِدَةُ الْخامِسَةُ: روى الدينوري في "المجالسة" عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه قال: إن الناس يبعثون من قبورهم على ما ماتوا عليه، فيبعث العالم عالماً، والجاهل جاهلاً (١).

وهو بمعناه في "صحيح مسلم" من حديث جابر رضي الله تعالى عنه مرفوعاً، ولفظه: "يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ على ما ماتَ عَلَيْهِ" (٢).

ومقتضاه: أن العبد يبعث على آخر حالاته من علم أو جهل، ومن طاعة أو معصية، ومن ذكر أو غفلة، فينبغي للعالم أن لا يترك تذكرة العلم وتذكره لعله يختم له به؛ فإنما الأعمال بالخواتيم.

وفي الحديث: "لا تُعْجَبُوا بِعَمَلِ عامِلٍ حَتَّى تَنْظُروا بِمَ يُخْتَمُ لَهُ".

أخرجه الديلمي من حديث أبي أمامة - رضي الله عنه - (٣)، وأصله في "الصحيح".

الفائِدَةُ السَّادِسَةُ: روى ابن أبي الدنيا في "العقل" قال: حدثني محمد بن رجاء مولى بني هاشم قال: قال بعض الخلفاء لجلسائه: من الغريب؟ فقالوا، فأكثروا، فقال: الغريب هو الجاهل؛ أما سمعتم قول الشاعر: [من الطويل]

يُعَدُّ عَظِيمَ القَدْرِ مَنْ كانَ عاقِلاً ... وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي أَصْلِهِ بِحَسِيبِ


(١) رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (ص: ٢٩٣).
(٢) رواه مسلم (٢٨٧٨).
(٣) رواه الديلمي في "مسند الفردوس" (٧٣٥٢)، وكذا الطبراني في "المعجم الكبير" (٨٠٢٥). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٧/ ٢١٤): رواه الطبراني، وفيه فضال بن جبير، وهو ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>