للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما أحسن قول الشيخ شرف الدين عمر بن الفارض رحمه الله تعالى: [من الطويل]

وخلع عذاري فيكَ فَرْضٌ وَإِن أَبَى ... اقْتِرابِيَ قَوْمِي وَالخلاعةُ سُنَّتِي

وَلَيْسُوا بِقَوْمِيَ ما اسْتَعابُوا تَهَتُّكِي ... فَأَبْدَوا قِلًى وَاسْتَحْسَنوا فِيْكَ جَفْوتِي

وَأَهْلِيَ في دِيْنِ الْهَوى أَهْلُهُ وَقَدْ ... رَضُوا لِي عاريَ وَاسْتَطابُوا فَضِيْحَتِي

وَمَنْ شاءَ فَلْيَغْضَبْ سِواكَ فَلا أَذًى ... إِذا رَضِيَتْ عَنِّي كِرامُ عَشِيْرَتِي

واعلم أن قوله تعالى في كنعان بن نوح: {إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} [هود: ٤٦] على القراءتين نص في ذم أعماله، وأنها سبب هلاكه ووباله، فيتعين على كل عاقل أن يتجنبها, ولا يتشبه به فيهَا فيرتكبها.

[١ - فمنها: النفاق.]

وهو إبطان الكفر وإظهار الإيمان، وقريب منه إظهار المودة وإبطان العداوة، وسيأتي الكلام على ذلك.

ولم ينفرد كنعان بالنفاق، بل شاركه بعض قومه كما روى عبد بن حميد عن حميد بن هلال رحمه الله تعالى قال: جعل نوح عليه السَّلام لرجل من قومه جُعلاً على أن يعينه على عمل السفينة، فعمل معه حتى إذا فرغ قال له نوح: اختر أي ذلك شئت؛ إما أن أوفيك أجرك، وإما أن ينجيك الله من القوم الظالمين.

قال: حتى أستأمر قومي.

<<  <  ج: ص:  >  >>