للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قلت: لا شيء.

قال: بل يقولون: إنه رجع إلى الدنيا.

فبينا هو يحدثني إذ جاء طفل صغير فقعد في حِجْره، فقال رويم: لو كنت أرى فيهم من يكفيني مؤنة هذا الطفل ما تعلقت بهذا الأمر ولا بشيء من أسباب الدنيا, ولكن شُغلَ قلبي بهذا أوقعني فيما أنا فيه (١).

* فائِدَةٌ حادِيَةٌ وتسعونَ:

روى أبو عبد الرحمن السلمي في "طبقاته" عن رويم بن أحمد رحمه الله تعالى قال: لا تزال الصوفية بخير ما تنافروا، فإذا اصطلحوا هلكوا (٢).

ومعناه أن الصوفية المجتمعين في رباط واحد ونحوه، أو عند شيخ واحد وهم إخوان لا يزالون بخير ما تنافروا بإنكار بعضهم، لا يرى بعضهم على أخيه شيئًا يقصر به، أو يقعد به عن بلوغ المراتب العلية إلا أنكره عليه، ونقر عليه فيه، والآخر كذلك يفعل معه، فإذا اصطلحوا فتقرب بعضهم إلى بعض بترك الإنكار عليه هلكوا.

وهذا كما كانوا يقولون: اصطلحا فافتضحا.

ونظيره ما رواه أبو نعيم عن سفيان الثوري رحمه الله تعالى: إذا


(١) وانظر: "طبقات الأولياء" لابن الملقن (ص: ٣٩).
(٢) رواه السلمي في "طبقات الصوفية" (ص: ١٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>