للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٢٦ - ومن قبائح الشيطان: الزنا والأمر به.]

والزاني مطيع للشيطان كما في قصة برصيصا وغيرها، ومتشبه به لأنه يزني؛ لما رواه الحكيم الترمذي عن مجاهد رحمه الله تعالى: أن الرجل إذا لم يسم الله تعالى عند الجماع انطوى الشيطان على إحليله فجامع معه، وأنزل معه (١).

وروى سعيد بن منصور، وابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي"، والمفسرون عنه في قوله تعالى: {وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ} [الإسراء: ٦٤]: أنه أراد أولاد الزنا (٢).

وروى الفريابي، وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في قوله: {وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ} [الإسراء: ٦٤] قال: كل خيل تسير في معصية الله، وكل رجلٍ تمشي في معصية الله، وكل مال أخذ بغير حقه، وكل ولد زنا (٣).

وفي "الصحيحين" عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أتىْ أَهْلَهُ قَالَ: اللهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا، فَإِنْ كَانَ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ" (٤).


(١) رواه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" (١/ ٣٨٤).
(٢) ورواه الطبري في "التفسير" (٥/ ١٢١). وانظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٥/ ٣١٢).
(٣) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٥/ ٣١٢).
(٤) رواه البخاري (٤٨٧٠)، ومسلم (١٤٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>