للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيأتيها ملك وتستقل لضياء بني آدم، فيأتيها الشيطان يريد أن يصدها عن الطلوع فتطلع بين قرنيه، فيحرقه الله تحتها، وذلك قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا طَلَعَتْ إِلاَّ بَيْنَ قَرْني شَيْطَانٍ" (١).

وَمَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ قَط إِلاَّ خَرَّتْ للهِ سَاجِدَةً، فَيَأْتِيْهَا شَيْطَان يُرِيْدُ أَنْ يَصُدَّهَا عَنِ السُّجُوْدِ، فتَغْرُبُ بَيْنَ قَرْنيهِ، فَيُحْرِقُهُ اللهُ تَحْتَهَا، وذلك قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وَلا غَرَبَتْ إِلاَّ بَيْنَ قَرْني شَيْطَانٍ" (٢).

١٨٢ - ومنها: أن يُسترضى فلا يرضى لما علمت سابقاً أنه رأس اللؤماء والخبثاء.

قال الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه: من استرضي فلم يرض فهو شيطان، ومن استغضب ولم يغضب فهو حمار (٣).

١٨٣ - ومنها: أن يستغضب فلا يغضب لا كرماً ولا حلماً، ولكن وقاحة أو بَلادة.

روى أبو نعيم عن الأوزاعي قال: حدثني حسان - يعني: ابن


(١) يشير إلى الحديث الذي رواه مسلم (٨٣٢) عن أبي أمامة عن عمرو بن عبسة - رضي الله عنهما -، وفيه: "صَلِّ صلاة الصبح، ثم أقْصِرْ عن الصلاة، حتى تطلع الشمس، حتى ترتفع، فإنها تطلع حين تطلُع بين قَرْنيَ شيطان" و"حتى تصلِّيَ العصر، ثم أقصر عن الصلاة حتى تغربَ الشمس، فإنها تغرب بين قرني شيطان".
(٢) رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٩/ ٢٧٢)، وكذا ابن عبد البر في "التمهيد" (٤/ ٨).
(٣) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٩/ ١٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>