كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه

الفصل الأول في تشبه العالم بالجاهل في مقتضى الجهل - ١٥ - ومنها: كثرة الضحك والمزاح. - ج: 10 - ص: 353

تعالى، وقد تعوذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من قلب لا يخشع (١).

وروى ابن أبي حاتم عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: أنه قرأ هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} [الانفطار: ٦] قال: غرَّه واللهِ جهلُه (٢).

وروي من غير طريق عمر مرفوعاً (٣).

والغرور أن تعمل المعصية وتتمنى المغفرة.

وأخرجه ابن جرير، وغيره عن سعيد بن جبير رحمه الله تعالى.

[١٥ - ومنها: كثرة الضحك والمزاح.]

روى الدارمي عن علي بن الحسين -رضي الله عنهما- قال: من ضحك ضحكة مج من العلم مجة (٤).

وروى عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائد الزهد" عن عمران الكوفي قال: قال عيسى عليه السلام للحواريين: لا تأخذوا من الناس على ما تعلمون إلا مثل ما أعطيتموني، ويا مِلْح الأرض! لا تفسدوا؛ فإن كل شيء إذا فسد فلا دواء له إلا الملح، واعلموا أن فيكم خصلتين

---

(١) رواه مسلم (٢٧٢٢) عن زيد بن أرقم -رضي الله عنه -.
(٢) رواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (١٠/ ٣٤٠٨).
(٣) رواه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (١/ ١٨٥)، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" (٨/ ٤٣٩) إلى عبد بن حميد، عن صالح بن مسمار بلاغاً.
(٤) رواه الدارمي في "السنن" (٥٨٣).