للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَصْلٌ

قسم الله تعالى المُنْعَم عليهم المذكورين في الآية المتقدمة أربعة أقسام بحسب منازلهم في العلم والعمل، وحثَّ كافة الناس على أن لا يتأخروا عنهم، ولا يقصروا عن اللحاق بهم، وهم:

١ - الأنبياء الفائزون بكمال العلم والعمل، المتجاوزون حد الكمال إلى درجة التكميل بالفهم وبالوحي.

٢ - والصدِّيقون الذين صعدت نفوسهم إلى أَوج المعرفة؛ إما بطريق النظر في الآيات، أو بطريق التصفية والرياضات، وقد يتجاوزون درجة الكمال إلى درجة التكميل أيضًا، لكن لا بطريق الوحي، بل بطريق الفهم من نصوص الشرائع، والتلقي عن سائر الأنبياء بطريق الإرث.

٣ - والشهداء الذين أدى بهم الحرص على الطاعة، والجد في إظهار الحق إلى أن بذلوا مُهَجَهُمْ في إعلاء كلمة الله تعالى.

وقيل: الصدِّيقون هم العارفون بالله، وهم خواص العلماء.

والشهداء هم العلماء؛ لأنهم شهداء الله في الأرض.

٤ - والصالحون هم الذين صرفوا أعمارهم في طاعة الله تعالى،

<<  <  ج: ص:  >  >>