للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَأْمَلُ الْمَرْءُ أَبْعَدَ الآمالِ ... وَهْوَ رَهْنٌ بِأَقْرَبِ الآجالِ

أَيَّ شَيْءٍ تَرَكْتَ يا عارِفاً بِاللَّـ ... ـهِ لِلْمُمْتَرِينَ وَالْجُهَّالِ

نَحْنُ نَلْهُو وَنَحْنُ يُحْصَى عَلَيْنا ... حَرَكاتُ الإِدْبارِ وَالإِقْبالِ (١)

[٣٦ - ومنها: أن يكره الذم، ويحب الحمد لغير فضيلة.]

واللائق بالعالم أن يستوي عنده حامِدُه وذامُّه.

روى الدارمي عن عميرة رحمه الله تعالى قال: إن رجلاً قال لابنه: اذهب اطلب العلم، فخرج، فغاب عنه ما غاب، ثم جاء فحدثه بأحاديث، فقال له أبوه: يا بني! اذهب فاطلب العلم، فغاب عنه أيضاً زماناً، ثم جاء بقراطيس فيها كتب، فقرأها عليه، فقال: هذا سواد في بياض، فاذهب فاطلب العلم، فخرج فغاب عنه ما غاب، ثم جاءه فقال لأبيه: سلني عما بدا لك.

فقال له أبوه: أرأيت لو أنك مررت برجل يمدحك، ومررت برجل يغيبك؟

قال: إذاً لَمْ أَلُمِ الذي يذمُّني، ولم أحمد الذي يمدحني.

قال: أرأيت لو مررت بصحيفة من ذهب - أو قال: من ورق -؟

قال: إذا لم أهيجها، ولم أقربها.


(١) وذكر الأبيات ابن أبي الدنيا في "قصر الأمل" (ص: ٨٠) عن الحسين بن عبد الرحمن.

<<  <  ج: ص:  >  >>