[٣٦ - ومنها: أن يكره الذم، ويحب الحمد لغير فضيلة.]
واللائق بالعالم أن يستوي عنده حامِدُه وذامُّه.
روى الدارمي عن عميرة رحمه الله تعالى قال: إن رجلاً قال لابنه: اذهب اطلب العلم، فخرج، فغاب عنه ما غاب، ثم جاء فحدثه بأحاديث، فقال له أبوه: يا بني! اذهب فاطلب العلم، فغاب عنه أيضاً زماناً، ثم جاء بقراطيس فيها كتب، فقرأها عليه، فقال: هذا سواد في بياض، فاذهب فاطلب العلم، فخرج فغاب عنه ما غاب، ثم جاءه فقال لأبيه: سلني عما بدا لك.
فقال له أبوه: أرأيت لو أنك مررت برجل يمدحك، ومررت برجل يغيبك؟
قال: إذاً لَمْ أَلُمِ الذي يذمُّني، ولم أحمد الذي يمدحني.
قال: أرأيت لو مررت بصحيفة من ذهب - أو قال: من ورق -؟
قال: إذا لم أهيجها، ولم أقربها.
(١) وذكر الأبيات ابن أبي الدنيا في "قصر الأمل" (ص: ٨٠) عن الحسين بن عبد الرحمن.