وإذا أخذنا الشهداء بالتفسير الثاني بأن نقول: هم العلماء الراسخون في العلم من حيث إنهم شهداءُ اللهِ في أرضه لقوله تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ (١٨)} [آل عمران: ١٨] فالتشبه بهم على قسمين:
- تشبه بهم في البدايات.
- وتشبه بهم في النهايات.
فأما التشبه بالعلماء في البدايات فهو أن يأخذ العبد في الاستعداد لطلب العلم بتقديم النية الصالحة في طلبِ العلمِ بأن يطلبهُ للتفقه في الدين، والتمسك بالشرع، والتوصل إلى إيقاع العبادات على وجهها، وإجراء العقود التي يحتاجُ إليها في معاشهِ، وتحصين فرجه على طريق الشرع الشريف؛ كالبيع والشراء، والسَّلم، والإجارة، والمُساقَاة، والقراض، والنكاح، وآداب المعاشرة، والطلاق، والرجعة، والنفقات، وغير ذلك؛ لأن هذه الأمور إذا وقعت على وجهها وجرت على نهجها كانت سببًا لسعادة الدُّنيا والآخرة.
قال سفيان الثوري رحمه الله: لا أعلم شيئًا من الأعمال أفضلُ من