وعلى المتسحِّرين، وعلى الصَّائم إذا أكُل بين يديه، وعلى من فَطَّر صائمًا، وعلى عائد المريض، وعلى زائر أخيه، وعلى من يسلم على أخيه، وعلى من يردُّ السلام، وعلى معلِّم الخير، وعلى العبد عند ختم القرآن، وعلى من قرأ سورة (آل عمران) يوم الجمعة، وعلى المجاهد ما دام سلاحه عليه، وعلى الذاكرين الله كثيراً، والمسبحين الله بكرة وأصيلاً، بل على سائر أمة محمَّد - صلى الله عليه وسلم -.
والصلاة من الملائكة عليهم السلام في هذه الأماكن، وأمثالها بمعنى: الترحم، والاستغفار.
[٤٩ - ومنها: صلاتهم على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وسيأتي عدها من خصالهم في محله إن شاء الله تعالى.]
والتشبه بهم في ذلك بالمعنى؛ أي: بالدعاء لهؤلاء بلفظ الاستغفار، ونحوه، لا بلفظ الصَّلاة؛ لأن الأكثرين على أنَّ الصلاة لا تشرع إلا على الأنبياء والملائكة، ولا تشرع على غيرهم إلا بالتبعية لهم.
وأمَّا أدلة ما أشرنا إليه:
فروى الإِمام أحمد بإسناد لا بأس به، عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَىْ الصَّفِّ الأَوَّلِ"، قالوا: يا رسول الله! وعلى الثاني؟ قال:"إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَىْ الصَّفِّ الأَوَّلِ"، الحديث (١).
(١) رواه الإِمام أحمد في "المسند" (٥/ ٢٦٢) واللفظ له، والطبراني في =