للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال: قلت: من هما؟

قالوا: مرارة بن ربيعة العامري، وهلال بن أمية الواقفي.

قال: فذكروا لي رجلين صالحين قد شهدا بدراً فيهما أسوة.

قال: فمضيت حين ذكروهما لي (١).

فأشار كعب بن مالك رضي الله تعالى عنه إلى أنه لما عرف أن له شريكين في مثل ذنبه صالحين سَلا بهما، وخفف من همه حين ساواهما؛ وفي أمثلة الناس: إذا كنت ثالث ثلاثة فلا تبالِ، ومن شأن الحكيم أن يتسلى فيما يصيبه بنظائره ونظائر مصائبه.

* فائِدَةٌ تاسِعَةٌ وَثلاثونَ:

روى البيهقي عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه: لا يُصلِح الناسَ إلا أميرٌ؛ بَرٌّ، أو فاجرٌ.

قالوا: هذا البَرُّ، فكيف بالفاجر؟

قال: إن الفاجر يؤَمِّن اللهُ به السبيلَ، ويجاهَد به العدوُّ، ويَجيء به الفيءُ، وتقام به الحدودُ، وُيحَجُّ به البيتُ، وَيعبُد اللهَ به المسلمُ آمناً حتى يأتيه أجلُه (٢).

قلت: هذا كالبيان لقوله - صلى الله عليه وسلم -: " إِنَّ اللهَ لَيُؤَيِّدُ هَذا الدِّينَ بِالرَّجُلِ

الفاجِرِ (٣).


(١) رواه البخاري (٤١٥٦)، ومسلم (٢٧٦٩).
(٢) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (٧٥٠٨).
(٣) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>