للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السحر مع العمل بالسنة فائدة أخرى، وهي أن عبادته تتعدد؟ فإنه يجدد لكل يوم نية، ويحصل على عبادة الصيام، وسنة الفطر، وسنة السحور (١).

* فَائِدَةٌ:

روى الحاكم في "المستدرك" عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "طَعامُ الْمُؤْمِنِيْنَ فِيْ زَمَنِ الدَّجَّالِ طَعامُ الْمَلائِكَةِ: التَّسْبِيْحُ وَالتَّقْدِيْسُ، فَمَنْ كانَ يَوْمَئِذٍ مَنْطِقَهُ التَّسْبِيْحُ وَالتَّقْدِيْسُ أَذْهَبَ اللهُ عَنْهُ الْجُوْعَ" (٢).

وفي هذا الحديث دليل لما ذكرناه من أنَّ الله تعالى يهب حالة شريفة لبعض عباده تغنيه عن الطَّعام والشَّراب، وأن هذه الحالة تكون في فتنة الدَّجال لكافة المؤمنين، وإنما كانت حينئذٍ لعموم أهل الإيمان لأن من فتنة الدجال أن يمر على البلدة فيقول لأهلها: اعبدوني، واتبعوني، فإن اتبعوه أمر السَّماء فأمطرت، والأرض فأنبتت، فكانوا في أرغد عيش، وإلا أمر السماء أن لا تمطر، والأرض أن لا تنبت، فكانوا في أضيق عيش (٣)، فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّ هذه الفتنة لا تضر المؤمنين إذا انقطعوا


(١) وعند ذلك لا يسمى وصالاً، قال البدر العيني في "عمدة القاري" (١١/ ٧٣): حقيقة الوصال هو أن يصل صوم يوم بصوم يوم آخر من غير كل أو شرب بينهما.
(٢) رواه الحاكم في "المستدرك" (٨٥٦١) وقال: صحيح، وقال الذهبي: كلا إذ فيه سعيد بن سنان متهم تالف.
(٣) يشير إلى حديث النواس بن سمعان - رضي الله عنه - المشهور عن الدجال، والحديث رواه مسلم (٢٩٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>