للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى تعلَّم الإنجيل، ثم خرج وقال: نوديت: إن الله قد قبل توبتك، فصدَّقوه وأحبوه.

ثم مضى إلى بيت المقدس واستخلف عليهم نسطور، وعلَّمه أن عيسى وأمه والإله كانوا ثلاثة، ثم توجه إلى الروم واستخلف عليهم يعقوب، وعلمه الناسوت واللاهوت، وقال: لم يكن عيسى بإنس ولا بجسم، ثم دعا رجلًا آخر يقال له: مالكًا، فقال له: إن من لم يزل ولا يزال عيسى، فلما استمكن منهم دعا هؤلاء الثلاثة واحدًا واحداً، وقال لكل منهم: أنت خالصتي، وغداً أذبح نفسي لمرضاة عيسى، فدُمْ على ما أنت عليه، وادْعُ الناس إلى نحلتك، ثم ذبح نفسه، فدعا الناس كل واحد من هؤلاء إلى نحلته، فمن ثم انقسمت النصارى نسطورية، ويعقوبية، ومالكانية (١).

١٨٧ - ومن أخلاق اليهود: أن كل واحد منهم لم يخل بمسلم إلا حدَّثته نفسه بقتله.

{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ} [آل عمران: ٧٥].

وبلغني أن الروافض كذلك مع أهل السنة، بل روى اللالكائي ذلك عن الشعبي.

قال الله تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ} [المائدة: ٨٢].


(١) انظر: "تفسير الثعلبي" (٥/ ٣٣)، و"تفسير القرطبي" (٦/ ٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>