للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وروى هو والثعلبي عن سفيان في قوله تعالى: {إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} [لقمان: ١٩] قال: صوت كل شيء تسبيح إلا صوت الحمار لأنه ينهق بلا فائدة (١).

* الفائِدَةُ الثَّالِثَةُ:

قال أبو الحسن بن جهضم في "بهجة الأسرار": حدثني أحمد بن محمد، قال: سمعت أبا سليمان المغربي يقول - وقد سُئِل عن كلام الحمار له - فقال: كان عندي حمار، فحملته ذات يوم حملة ثقيلة، وضربته مرَّة أو مرتين، ففي الثالثة حَول رأسه إليَّ، وقال: كم تضربني وأنت أحق بالضرب مني! قد حملتني ما أنسيتني ذكر الله.

وقد يجمع بين هذا وبين ما سبق عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما بأنَّه إنَّما نفى عن الحمار التسبيح، وأنه يذكر الله بغير التسبيح، وهو الذي يدل عليه عموم الحديث السابق: "فَرُبَّ مَرْكُوبَةٍ هِيَ خَيْرٌ مِنْ راكِبِها وَأَكْثَرُ لِلَّهِ ذِكْرًا" (٢)، على أنَّ إبقاء الآية على عمومها أولى؛ أعني: قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} [الإسراء: ٤٤].

* الفائِدَةُ الرَّابِعَةُ:

ذكر الحافظ المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة أبي قلابة (٣)


(١) رواه أبو الشيخ في "العظمة" (٥/ ١٧٦٢)، والثعلبي في "التفسير" (٧/ ٣١٦).
(٢) تقدم تخريجه قريباً.
(٣) في "أ" و"ت": "قدامة" بدل "قلابة".

<<  <  ج: ص:  >  >>