وفي الحديث إشارة إلى أن الحكمة قد يتكلم بها غير الحكيم، والصدق قد يجري على لسان الكذوب، وأن الحق يذعن له وإن جاء من غير أهله.
١٠٠ - ومن أخلاق الشيطان قبحه الله: منع فضل الماء عن ابن السبيل؛ وهو كبيرة أيضاً.
روى أبو الشيخ في كتاب "العظمة"، وأبو نعيم في "الدلائل" عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر فقال لعمار:"انْطَلِقْ فَاسْتَقِ لَنا مِنَ الْماء"، فانطلق فعرض له شيطان في صورة عبد أسود، فحال بينه وبين الماء، فصرعه عمار، فقال: دعني وأخلي بينك وبين الماء، ففعل، ثم أبى فأخذه عمار رضي الله تعالى عنه الثانية فصرعه، فقال: دعني وأخلي بينك وبين الماء، ففعل، ثم أبى فأخذه عمار رضي الله تعالى عنه الثالثة، فصرعه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ حَالَ بَيْنَ عَمَّارٍ وَبَيْنَ الْمَاءِ فِيْ صُوْرَةِ عَبْدٍ أَسْوَدَ، وإنَ اللهَ أَظْفَرَ عَمَّارًا بِهِ".
قال علي رضي الله تعالى عنه: فتلقينا عماراً رضي الله تعالى عنه، فأخبرناه يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: أنا والله لو شعرت أنه شيطان لقتلته (١).
وروى أبو نعيم، والبيهقي وصححه، عن عمار رضي الله تعالى