للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خَاتِمَة

لا تظهر لنا حقيقة السبق في هذه الدار، فلذلك ينبغي لمن تحرى عمل السابقين أن لا يتكل على عمله، ولا يزدري من هو دونه.

وقد روى المعافى بن زكريا في كتاب "الأنيس والجليس" عن المدائني قال: خطب عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه - الناس بعرفة، فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه: أيها الناس! إنكم قد جئتم من القريب والبعيد، وأنضببتم الظهر، وأخلقتم الثياب، وليس السابق اليوم من سبقت راحلته، ولكن السابق اليوم من غفر له (١).

وروى ابن أبي شيبة، وعبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائد الزهد"، ومن طريقه أبو نعيم عن أبي عبد الرحمن السلمي رحمه الله تعالى قال: انطلقت إلى الجمعة مع أبي بالمدائن، وبيننا وبينها فرسخ، وحذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - على المدائن، فصعد المنبر، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} [القمر: ١]، ألا وإنَّ القمر قد انشق، ألا وإنَّ الدنيا قد آذنت بالفراق، ألا وإنَّ اليوم المضمار، وغداً السباق.


(١) رواه المعافى بن زكريا في "الجليس الصالح والأنيس الناصح" (ص: ٤٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>