للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والبخت، لا بالذات، فرد عليهم بأن فضله كان بذاته، وفضيلته في نفسه؛ فإنه كان الحسيب الذي لا يشبهه في حسبه الشجاع الكريم العارف بالله تعالى، وبكتابه وأحكامه رضي الله تعالى عنه.

- وممَّا يوصف به الظبي: الرشاقة؛ أعني: الخفة والسرعة، وهي ثمرة رشاقة قَدِّه واعتداله.

وكذلك ينبغي للمؤمن أن يكون رشيق الحركة في مصالح دينه ودنياه، غير فتور ولا كسلان من غير مجاوزة إلى حد الرعونة والطيش، ويعينه على ذلك التقلل من المآكل والمشارب، والنعيم والرفاهية، والرياضة بالصيام والقيام، وبذلك يحصل له رشاقة القد وخفة البدن، ولا يسعى في التسمن والتبدن باستعمال الأدوية ونحوها؛ فإن التسمن للبهائم للانتفاع بلحمها وشحمها.

روى الإمام أحمد، وأبو نعيم عن معاذ رضي الله تعالى عنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إِيَّاكَ وَالتَّنَعُّمَ؛ فَإِنَّ عِبَادَ الله لَيْسُوْا بِالْمُتَنَعِّمِيْنَ" (١).

وقال عمر رضي الله تعالى عنه: اخشوشنوا وتمَعْدَدوا، وإياكم وزي الأعاجم. رواه ابن حبان وغيره (٢).

وروى ابن شاهين في "الصحابة"، والطبراني في "الكبير"، وأبو نعيم في "المعرفة" عن القعقاع بن أبي حدرد رضي الله تعالى عنه: أن


(١) تقدم تخريجه.
(٢) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>