للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: ما شتمتك، ولكن شتمت نفسك، أما علمت أن للجار على الجار حقاً كحق القرابة؟

فلما ذهب أبو حازم قال رجل من حلفاء سليمان: يا أمير المؤمنين! تحب أن يكون الناس كلهم مثل أبي حازم؟

قال: لا (١).

أخرج هذه القصة الدارمي في "مسنده" عن الضحاك بن موسى بنحوه (٢)، وقد أوردتها بتمامها لأنها من أنفع القصص للعلماء والعقلاء.

١٦ - ومن أحوال الحمقى: ما رواه المعافى بن زكريا في "الجليس والأنيس" عن الهيثم بن عدي قال: قال وهب بن منبه: الأحمق إذا تكلم فضحه حمقه، وإذا سكت فضحه عيه، وإذا عمل أفسد، وإذا ترك أضاع، لا علمه يغنيه، ولا علم غيره ينفعه، تود أمه لو أنها أثكلته، وتود امرأته لو أنها عدمته، ويتمنى جاره منه الوحدة، وتأخذ جليسه منه الوحشة، وأنشد لمسكين الدارمي [من الرمل]:

اتَّقِ الأَحْمَقَ لا تَصْحَبَهُ ... إِنَّما الأَحْمَقُ كَالثَّوْبِ الْخَلَقْ

كُلَّما أَرْقَعْتَ مِنْهُ جانِباً ... حَرَّكَتْهُ الرِّيحُ وَهْناً فَانْخَرَقْ

أَوْ كَصدْعٍ فِي زُجاجٍ فاحِشٍ ... هَلْ تَرى صَدْعَ زُجاجٍ يَتَّفِقْ

وإِذا جالَسْتَهُ فِي مَجْلِسٍ ... أَفْسَدَ الْمَجْلِسَ مِنْهُ بِالْخَرَقْ


(١) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٣/ ٢٣٧).
(٢) انظر: "سنن الدارمي" (٦٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>