للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَصْلٌ

وأما تشبه الغني بالفقراء فهو على قسمين أيضًا: محمود ومذموم.

فالأول: أن يتشبه بهم في خشونة العيش، والرضا بالدون من المجالس، ولباس ما تيسر تواضعاً وتبذلاً، لا شُحًّا وبخلاً.

وأمارة الصدق أن يكون مع ذلك جواداً سخياً، محباً للتصدق والإيثار، والتوسط على العيال، والإفضال على الجيران والإخوان.

روى الترمذي وحسنه، والحاكم وصححه، عن معاذ بن أنس رضي الله تعالى عنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ تَرَكَ اللِّباسَ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ تَواضُعاً لِلّهِ تَعالَى دَعاهُ اللهُ يَومَ القِيامَةِ عَلى رُؤُوسِ الْخَلائِقِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ مِنْ أَيِّ حُلَلِ الإِيْمانِ شاءَ يَلْبَسُها" (١).

وروى البيهقي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَبَذِّلَ الَّذِي لا يُبالِي ما لَبِسَ" (٢).


(١) رواه الترمذي (٢٤٨١) وحسنه، والحاكم في "المستدرك" (٢٠٦).
(٢) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (٦١٧٦). قال الدارقطني في "العلل" (٨/ ٣٣٧): الصحيح أنه موقوف.

<<  <  ج: ص:  >  >>