للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى قال: ما تشاتم رجلان قط إلا غلب ألأمهما (١).

[٧٤ - ومنها: عدم المبالاة بما قال، وما قيل له.]

روى الخلال عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنه قال: كان يقال: من لم يبال ما قال وما قيل له فهو ولد شيطان (٢).

بل روى الطبراني في "الكبير" عن عبد الله بن عمرو بن شويفع، عن أبيه، عن جده شويفع رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ لَمْ يَسْتَحْيِ مِمَّا قالَ أَو قِيْلَ فَهُوَ لِغَيْرِ رشدة (٣)، حَمَلَت بِهِ أُمُّهُ عَلى غَيْرِ طُهْرٍ" (٤).

قلت: ومن هنا ذهب الحياء من الناس إلا قليلًا نادرًا لكثرة

الحلف بالطلاق، ثم الرجوع إلى الزوجة بعد البينونة بغير مراجعة صحيحة، أو بعد الطلقات الثلاث، أو من غير سؤال عما وقع منه، فكانت أكثر أولادهم لغير رشدة، فغلبت عليهم الوقاحة، فلا يبالون ما قالوا وما قيل لهم من صغرهم إلى كبرهم.

وسئل بعض العلماء عن السفلة فقال: الذي لا يبالي ما قال


(١) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (٨٤٨٠).
(٢) ورواه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (١/ ١٢٧).
(٣) رشدة: صحيح النسب، أو من نكاح صحيح.
(٤) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (٧٢٣٦). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١٠/ ٢٨٤): فيه من لم أعرفهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>