للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَصْلٌ

وحيث ثبت أن العبد يجوز أن يلتحق بالملائكة في كثير من صفاتهم لترَقِّيْهِ في الإيمان والإحسان، فلا بِدْعَ حينئذٍ أن يشاهد في هذه الحالة جواهر الملائكة وأرواح الأنبياء عليهم السلام وقد نص على هذه المسألة حجة الإسلام في كتاب "الأربعين في أصول الدين"، فقال رضي الله تعالى عنه - بعد أن ذكر لباب الذكر، وهو أن يستمكن المذكور من القلب ويمحى الذكر ويخفى -؛ قال: وذلك بأن لا يلتفت القلب إلى الذكر، ولا إلى القلب، بل يستغرق المذكور جملته، ومهما ظهر له في أثناء ذلك التفات إلى الذكر فذلك حجاب شاغل، قال: فهذه الحالة التي يعبر عنها العارفون بالفناء، وبسط رضي الله تعالى عنه في تقرير حال الفناء.

ثم قال: فإذا فهمت الفناء في المذكور، فاعلم أنه أول الطريق، وهو الذهاب إلى الله تعالى، وإنما الهدي بعدُ؛ أعني بالهدي: هدي الله، كما قال الخليل عليه السلام: {وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الصافات: ٩٩]؛ فأول الأمر ذهاب إلى الله تعالى، ثم ذهاب

<<  <  ج: ص:  >  >>