ثم أقول: إن ما ذكره ابن السبكي على سبيل الفرض هذا حال أكثر الناس فعلاً لا فرضاً، وأكثرهم ممكور به، فيجري الله تعالى لهم العادة بحصول النفع أو الدفع بالخلق، فيتعلقون بهم في مهماتهم حتى لا يشهد بعضهم سواهم، وهم في ذلك على قسمين:
- منهم: من شهد النفع والدفع من نفسه كما قال قارون: قَالَ {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي}[القصص: ٧٨].
- ومنهم: من شهده ممن ينسب إليه أو يعول عليه كما قال قائلهم: {لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ}[سبأ: ٣١].
ومن هنا: من فاته مطلوب يتأسف على ما فاته منهم لاعتباره إياهم وتعويله عليهم كما يقول القائل: {يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا}[النساء: ٧٣].
٦٢ - ومن قبائح أخلاق الشيطان: حب الدنيا، والدرهم والدينار، وتحبيبها إلى الخلق.
روى عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائد الزهد" عن يزيد بن ميسرة رحمه الله تعالى قال: قال عيسى بن مريم عليهما السلام: إن الشيطان مع الدنيا، ومَكْرُهُ مع المال، وتزيينه مع الهوى، واستكماله