للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن السبكي في "طبقاته" -وذكر هذا الكلام عن الإمام المذكور-: وما ذكره حق، ومن حاسب نفسه وجد الأمر كذلك، وإن فرض أحد عول في أمره على غير الله حصل له فاعلم أنه لا يخلو عن أحد رجلين:

إما رجل ممكور به والعياذ بالله.

وأما رجل يطلب شراً وهو يحسب أنه خير لنفسه، ويظهر ذلك بعاقبة ذلك الأمر، انتهى (١).

قلت: وهذا أمر جربته في أول العمر قبل أن أقف على كلام الإمام برهة من الزمان ثم استقر قلبي عليه، من ئم إلى الآن وأنا في الحادية والثلاثين من عمري.

ولقد قضيت العجب من الإمام كيف لم يستقر قلبه على ذلك حتى مر به هذه المدة الطويلة؟

وقال والدي في "تفسيره" حاكياً لكلام الإمام رحمه الله تعالى: [من الرجز]

قالَ الإِمامُ وَالَّذِي جَرَّبْتُهُ ... فِيْ عُمُرِىِ كَلاَّ وَقَدْ حَقَّقْتُهُ

أَنَّكَ إِنْ عَوَّلْتَ فِيْ أَمْرٍ عَلى ... غَيْرِ الإِلَهِ كانَ أَصْلاً فِي الْبَلا

وإنْ عَلى الإِلَهِ عَوَّلْتَ وَلَمْ ... تَرْجِعْ إِلى غَيْرِهِ فِيما قَدْ آلم


(١) انظر: "طبقات الشافعية الكبرى" للسبكي (٨/ ٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>