للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد كان ليوسف عليه السلام سلف صالح في الاعتماد على الله تعالى من حيث إن جده إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار وعرض له جبريل، وقال له: هل لك حاجة؟

قال: أمَّا إليك فلا.

وقال عند ذلك: حسبنا الله ونعم الوكيل (١).

ومن حيث إن أباه أو عمه ابتلي بالذبح فسلَّم وصبر.

وكان مقتضى حبسه ومقامه أن لا ينظر إلى غير الله تعالى، فلما تعلق بتذكرة المخلوق للمخلوق ابتُلِي.

وقال الإمام فخر الدين الرازي في "تفسيره" عند الكلام على هذه الآية: والذي جربته من طول عمري أن الإنسان كلما عول في أمر من الأمور على غير الله تعالى صار ذلك سبباً للبلاء والمحنة، والشدة والرزيَّة، وإذا عول على الله ولم يرجع إلى أحد من الخلق حصل ذلك المطلوب على أحسن الوجوه.

قال: فهذه التجربة قد استمرت بي من أول عمري إلى هذا الوقت الذي بلغت فيه إلى السابع والخمسين، فعند هذا استقر قلبي على أنه لا مصلحة للإنسان في التعويل على شيء سوى فضل الله تعالى وإحسانه (٢).


(١) انظر: "تفسير الطبري" (١٧/ ٤٥).
(٢) انظر: "التفسير الكبير" للرازي (١٨/ ١١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>