للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* تَنْبِيهٌ آخَرُ:

كل شيء يعمله العبد متعبداً به ولم يرد به الشرع - وإن لم يكن معروفاً من تعبدات الجاهلية - فهو به متشبه بأهل الجاهلية، عابدٌ لله تعالى على حرف - أي: جهل - فمن ثم كان العلم من أفضل العبادات، وأشرف الطاعات، وعظم فضل العالم وعلا مقامه كان قل اشتغاله بالنوافل.

ومن ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نَوْمٌ عَلى عِلْمٍ خَيْر مِنْ صَلاةٍ عَلى جَهلٍ".

وراه أبو يعلى، وأبو نعيم عن سلمان رضي الله تعالى عنه (١).

وروى الطبراني في "الكبير"، والحاكم وصححه، والبيهقي في "الشعب"، عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يا ابْنَ مَسْعُودٍ! أَيُّ عُرى الإِيْمانِ أَوْثَقُ؟ "

قلت: الله ورسوله أعلم.

قال: "أَوْثَقُ عُرى الإِيْمانِ الْولايَةُ فِي اللهِ، وَالْحُبُّ فِي اللهِ، وَالْبُغْضُ فِي اللهِ".

ثم قال: "يا ابْنَ مَسْعُودٍ! أتدْرِي أَيَّ النَّاسِ أَفْضَلَ؟ "

قلت: الله ورسوله أعلم.


(١) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٤/ ٣٨٥)، والديلمي في "مسند الفردوس" (٦٧٣٢) عن سلمان - رضي الله عنه -.

<<  <  ج: ص:  >  >>