للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وطلب الزهد فراراً من العمل بطالة، ولبس الصوف من قبل إماتة شهوة النفس جهالة، وترك المكاسب مع الحاجة إليها كسل، والكسب مع وجود الاستغناء عنه كلفة، والصبر على العزلة علامة وجود الطريق، والتعبد على تضييع العيال جهل (١).

٣٥ - ومنها: الاشتغال بحديث الدنيا، ووقائع الوقت، وتُرَّهات الزمان، وما لا يعنيه.

لأن ذلك تضييع لأيام العمر بلا فائدة، والعلم لا يقتضي ذلك، بل يقتضيه الجهل، وأكثر المتوسمين بالعلم الآن هذه مجالسهم، وهذه أوقاتهم مصروفة فيما لا يجديهم؛ ولا حول ولا قوة إلا بالله! قال مالك بن أبي فروة: كنا نجالس عبد الله بن أبي الهذيل، فإن جاء إنسان فألقى حديثاً من حديث الناس قال: يا عبد الله! ليس لهذا جلسنا (٢).

وفي الحديث: "إِنَّ اللهَ كَرِهَ لَكُمْ قيلَ وَقالَ" (٣).

ولا ينبغي لمن علم ما كره الله تعالى والنبي -صلى الله عليه وسلم- لنا أن نرتكبه، فنساوي الجاهلين.

وأنشد العسكري في "المواعظ والزواجر": [من الخفيف]


(١) وانظر: "الطبقات الكبرى" للشعراني (ص: ١١٨).
(٢) رواه الإمام أحمد في "الزهد" (ص: ٣٦٤).
(٣) رواه البخاري (٢٢٧٧)، ومسلم (٥٩٣) عن المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه-.

<<  <  ج: ص:  >  >>