للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمل النبوة تعجيل الإفطار، والاستيناء بالسحور (١)؛ يعني: تأخيره.

[٢٣ - ومنها: إيثار الجوع.]

ومن زعم من أحوال الأنبياء عليهم السلام خلاف ذلك فقد افترى.

وقد كان عبد الواحد بن زيد رحمه الله تعالى يقسم بالله تعالى: أن الله تعالى ما صان (٢) أحداً إلا بالجوع، ولا مشوا على الماء إلا بالجوع، ولا طُويت لهم الأرض إلا بالجوع، ولا والاهم الله تعالى إلا بالجوع (٣).

وروى الخطيب في "تلخيص المتشابه" عن أنس - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الْبِسُوْا الصُّوْفَ، وَكُلُوْا فِيُ أنْصَافِ البُطُوْنِ؛ فإِنَّهُ جُزْء مِنَ النُّبُوَّة" (٤).

وروى ابن أبي الدنيا في كتاب "التهجد" عن عون رحمه الله قال: كان لبني إسرائيل قيِّم يقوم عليهم، فيقول: لا تأكلوا كثيراً؛ فإنكم إذا أكلتم كثيرًا نِمْتُم كثيرًا، وإذا نمتم كثيرًا صليتم قليلًا (٥).

ولم يكن ذلك في بني إسرائيل إلا أخذاً من سيرة أنبيائهم عليهم السلام.


(١) رواه الإمام مالك في "الموطأ" (١/ ١٥٨).
(٢) في "قوت القلوب": "صافى" بدل "صان".
(٣) انظر: "قوت القلوب" لأبي طالب المكي (٢/ ٢٨٨).
(٤) ورواه الديلمي في "مسند الفردوس" (٣٣٩).
(٥) رواه ابن أبي الدنيا في كتاب "التهجد وقيام الليل" (ص: ٥٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>