١٢٣ - ومنها: الاستسقاء بالصالحين كما تقدم قريباً عن عيسى عليه السلام.
وذكر حجة الإسلام في "الإحياء": أنَّ بني إسرائيل قحطوا سبع سنين، فخرج موسى عليه السلام ليستسقي لهم في سبعين ألفاً، فأوحى الله إليه: كيف أستجيب لهم وقد أظلمت عليهم ذنوبهم، سرائرهم خبيثة، يدعونني على غير يقين ويأمَنون مكري، ارجع إلى عبدٍ من عبادي يُقال له: برخ، فقل له يخرج حتى أستجيب له، فسأل عنه موسى عليه السلام فلم يعرف، فبينا موسى ذات يوم يمشي في طريق إذا بعبدٍ أسود قد استعلاه بين عينيه تراب من أثر السجود في شملة قد عقدها على عنقه، فعرفه موسى بنور الله تعالى فسلَّم عليه وقال: ما اسمك؟
فقال: اسمي برخ.
قال: فأنت طلبنا منذ حين، أخرج فاستسقِ لنا.
فخرج فقال في كلامه: ما هذا من فعالك، ولا هذا من حلمك، وما الذي بدا لك أَنَقُصتْ عليك غيوثك؟ أم عاندت الرياح عن طاعتك؟ أم نفد ما عندك؟ اشتد غضبك على المذنبين؟ ألست كنت غفاراً قبل خلقك الخطائين؟ خلقت الرحمة وأمرت بالعطف أم ترينا أنك تمتنع؟ أم تخشى الفوت فتعجل بالعقوبة؟ قال: فما برح حتى اخضلت بنو إسرائيل بالقطر (١).