للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بذاك، وكان شديد الجرأة على المفتي والمعارضة له بالجهل، وكان يعسر على المفتي أن يرجعه إلى الحق لتلدُّده ووجاهته، فعارضه يومًا، فأجابه فلم يقنع، وبدا منه ما يدل على الجهل مرة بعد أخرى، فاحتد المفتي منه وقال: سبحان الله! الجاهل كالخنفساء كما تحرك فسا.

٥٨ - ومنها: التشبه في اللجاج بالخنفساء أيضًا؛ فإنها لجوج كما طردت عادت.

وقالوا: ألج من فاسية، وألج من الفاسياء، وهي الخنفساء، وألج من ذباب (١).

وقال خلف النحوي: [من المتقارب]

لَنا صاحِبٌ مُوْلَعٌ بِالْخِلافِ ... كَثِيرُ الْخطاءِ قَلِيلُ الصَّوابِ

أَشَدُّ لِجاجاً مِنَ الْخُنْفُساءِ ... وَأَزْهى إِذا ما مَشى مِنْ غُرابِ (٢)

وأنشده الزمخشري:

أَشَدُّ لِجاجاً مِنَ الفاسِياءِ (٣)

قلت: ولعل تمثيل المفتي أبي السعود لذلك الجاهل من هذا


(١) انظر: " المستقصى من أمثال العرب" للزمخشري (١/ ٣٠٨).
(٢) انظر: "الحيوان" للجاحظ (٣/ ٥٠٠).
(٣) انظر: "المستقصى من أمثال العرب" للزمخشري (١/ ٣٠٨) لكنه ذكر المثل باللفظين لا الشعر. فقال: ألج من الخنفساء، ويروى: ألج من فاسية. ثم ذكر الأبيات كما هنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>